أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

الروضة العسكرية في سامـراء

المقدمة
تتمتع الروضة العسكرية الشريفة بمكانة دينية بارزة في سامراء، بل هي من أهم مراكزها ومعالمها الدينية، وُتشكل ركيزة أساسية في إبراز المكانة الكبيرة لهذه المدينة التاريخية، وهي في الوقت ذاته مكانًا مقدسًا عند كل المسلمين لممارسة مختلف جوانب العبادة.
الروضة العسكرية الشريفة عبر التاريخ
تشير المصادر التاريخية إلى إن المرقد المقدس مرت عليه مراحل بناء وتطوير في عصور مختلفة وهذه المراحل هي:
ـ في عام 333 هـ ،944 م شيد ناصر الدولة الحمداني الدار والمرقد وبنى قبة على الضريحين الشريفين وسورهما بسور متين وكلل الضريح بالستور.
ـ وفي عام 337 هـ ـ 948 قام معز الدولة البويهي ثالث ملوك الدولة البويهية بتأسيس دعائم القبر وعمّر القبة ورتب القوام والحجاب واجرى لهم الارزاق وجعل للضريح صندوقا من الخشب وجدد الصحن وسوره وطرز البناء واكمل عمارة الحمداني .
ـ وفي عام 368 هـ ـ 978 م قام عضد الدولة البويهي ابن اخ معز الدولة بعمارة الروضة والأروقة ووسع الصحن وشيد سورا للبلد الذي اخذ بالاتساع وسيخ الروضة بالساج وستر الضريح بالديباج .
ـ وفي عام 444 هـ ـ 1052 م آمر الأمير ارسلان البساسيري ببناء عمارة عالية على القبرين الشريفين وعمل الصندوق من الساج وجعل الرمان من الذهب .
ـ وفي عام 495 هـ جدد بركيا روق السلجوقي الأبواب وسيج الروضة ورمم القبة والرواق والصحن والدار على يد الوزير مجد الدولة .
ـ وفي عام 606 هـ عمّر الناصر العباسي القبة والمآذن وزين الروضة وكتب أسماء الأئمة الاثني عشر (ع) على يد الشريف معد بن محمد بن معد .
ـ وفي عام 640 هـ ـ 1242 م أبدل المستنصر الصندوق وجعله من الساج وعمّر الروضة والسياج على يد السيد جمال الدين احمد بن طاووس .
ـ وفي سنة 750 هـ زيّن آبو اويس الجلائري الضريح وشيد القبة وعمل البهو وشاد الدار ونقل المقابر التي في الصحن إلى الصحراء .
ـ وفي عام 1106 هـ زيّن الشاه حسين الصفوي الروضة بالساج ودعم البناء وعمل الشباك من الفولاذ ورخّم الأرض والدور .
ـ وفي عام 1200 هـ ـ 1785 م عمّر احمد خان الدنبلي البرمكي ـ من حكام أذربيجان ـ الروضة والسرداب وبدل بابه وأخشابه بالحجر الصوان والرخام على يد وكيله الميرزا محمد السلماسي وتوفي الخان الدنبلي ولما يكمل البناء ..
ـ وفي عام 1225 هـ ـ 1810 م اكمل البناء ولده حسين قلي خان الدنبلي فزيّن جامع السرداب وكتب آيات من الذكر الحكيم في أعلى الجدران وزيّن القبة بالقاشاني وحفر قبرا له ولابيه في الرواق.
ـ وفي عام 1285 هـ ـ 1810 م جدد ناصر الدين شاه القاجاري الشباك وغشى القبة بالذهب والمآذن بالقاشاني وعمر الضريح والرواق والقبة والصحن والمآذن والدار ورخم الروضة والرواق والبهو والصحن وشرع الأبواب ورمم السور وذلك على يد الشيخ عبد الحسين الرازي
ـ وفي عام 1343 هـ عملت اسالة الماء في الحضرة
ـ وفي عام 1349 هـ نورت الحضرة بالكهرباء
الحوادث التي تعرض لها المرقد المقدس
تعرض المرقد المقدس الى حوادث في عصور مختلفة وكانت هذه الحوادث:
ـ في عام 640 هـ احترق المشهد بسبب الشمع.
ـ وفي عام 1106 هـ احترق المشهد أيضا.
ـ وفي عام 1356 هـ سرقت من المشهد لوحتين من الذهب وقطع من الفضة.
ـ وفي عام 1426 هـ 2006 م تعرضت القبة الشريفة للتفجير. وبعد فترة قصيرة
ففجرت المئذنتين الشريفتين .
المرقد الشريف في كتابات المستشرقين
1 ـ الدكتور دوايت دونالدسون الإنكليزي الذي عاش في إيران سنين عديدة كتب أربعة فصول غير قصيرة في كتابه عقائد الشيعة ( التاسع عشر والعشرون والحادي والعشرون والثاني والعشرون ) عن سامراء والائمة الأطهار الثلاثة (ع) علي الهادي والحسن العسكري والأمام المهدي
2 ـ المستر سيتون لويد في كتابه (مدن العراق الأثرية )
3 ـ المستشرق لسترنج في كتابه( بلدان الخلافة الشرقية)
4 ـ المستشرق هوليستر في كتابه( شيعة الهند)
المرقد الشريف في كتابات الرحالة المسلمين
- جاء في رحلة المنشئ البغدادي (السيد محمد بن السيد احمد الحسيني) ص 88 ومن المزارات فيها ـ أي سامراء ـ مزار الأمام علي النقي والأمام الحسن العسكري ومحل غيبة الأمام المهدي وفي كل سنة يبلغ زوار الشيعة ـ من العرب والعجم ـ نحو ثلاثين آلفا يأتون إلى هذه المشاهد للزيارة
- آما في رحلات عبد الوهاب عزام فقد تحدث مفصلا عن رحلته إلى سامراء أشار إلى زيارته للمرقد المقدس
المرقد الشريف في كتابات الرحالة الغربيين
آن اقدم من وصف المرقد المقدس للإمامين العسكريين من الرحالة الغربيين الذين اخذ يزداد عددهم في القرن التاسع عشر :
الكابتن جون ماكدونالدكينير الإنكليزي الذي وصل إلى سامراء عام 1813 فكتب مذكراته عن سامراء وبعد آن وصف آثار سامراء واطلال قصورها العباسية قال : أهمها قبر ومشهد الإمامين الذين دفنا في سامراء وهو بناء جميل من الطابوق تعلوه قبتان ومنارتان مزينتان بالكاشي الملون الذي يتباهى به العرب ويبدو بمنظر جذاب حينما تتساقط أشعة الشمس عليه وهناك على مسافة غير بعيدة عنه برج مخروطي الشكل يعلو علوا عظيما ويبدو بمنظر مناسب وتلف حول هذا البرج مرقاة حلزونية شيدت بمهارة
المستر كلوديوس ريج من الرحالة الغربيين في القرن التاسع عشر الذي بقي في العراق مابين الأعوام 1808 ـ 1821 فقال : على آن سامراء لها أهمية ويقدسها الشيعة تقديسا كبيرا أشار إلى دفن الإمامين العسكريين فيها ثم قال : وكان قد بني جامع جديد وبقربه حمام وخان لايواء الزوار على نفقة احد الإيرانيين المتدينين
الرحالة فليكس جونر كتب عن المرقد الشريف فقال : لكن أهميتها ـ أي سامراء ـ تعزى في الدرجة الأولى إلى الضريحين الجميلين الموجودين فيها وتعلو الضريحين قبتان شيدت كبراهما فوق قبر الأمام الحسن العسكري وقد أجريت بعض الترميمات فيها مؤخرا واعتقد أنها كانت قد كسيت من قبل بالذهب على غرار القباب المقامة في الكاظمية وكربلاء والنجف . ثم يقول : آما القبة الصغيرة فهي قبة نظيفة جديدة قد زينت بالكاشي الجميل الموشى بأوراد صفراء وبيضاء فوق أرضية خضراء تميل إلى الزرقة ثم يشير إلى زوار القبرين الشريفين فيقول : ويقصد هذا المكان كل سنة من الزوار من أنحاء إيران كلها فقد قيل لي آن معدل زوار هذه البقعة المقدسة يبلغ حوالي عشرة الآف كل سنة لكنني ميال إلى الاعتقاد بان هذا العدد يعتبر اقل من الواقع بكثير
المستر جون اشر وصل عام 1864 إلى سامراء أشار المرقد الشريف وتقديس المسلمين له
الرحالة الهولندي نيجهولت زار عام 1867 سامراء وبعد أن وصف الأماكن الأثرية فيها قال أثناء حديثه عن الروضة العسكرية المطهرة : آن شاه إيران قد اعلن قبل عدة اشهر عزمه على إهداء صفائح ذهب لتزيين القبة فكان الناس ينتظرون وصول هذه الهدية الثمينة خلال أيام معدودة
وفي عام 1888م زار سامراء عالم الآثار البريطاني السير والس بج قادما من مصر فقال: آن البلدة تشتهر بوجود مشهدي الإمامين العاشر والحادي عشر فيها واسمهما علي الهادي والحسن العسكري ثم يقول: إن القبتين القائمتين فوق الضريحين كانتا من اروع ما يمكن إن يشاهده المرء من بعيد.
منقول

التعليقات: 0

Post a Comment

Baghdad
عمر العراقي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
free counters