أوقات الصلاة لأكثر من 6 ملايين مدينة في أنحاء العالم
الدولة:

السبت، 25 يونيو 2011

قصور المتوكل وتأسيس مدينة المتوكلية


اهتم المتوكل على الله ببناء القصور اهتماماً عجيباً يثير الانتباه ، فقد بنى عدداً منها في انحاء مختلفة من سامراء ، وقد تفنن في تزيينها وزخرفتها وانشاء حدائقها وبركها الجميلة ، إلا ان مما يؤسف له انه رغم متانة بناء تلك القصور ورصانة اسسها ، لم يبق منها شيء سوى اطلال بعضها وآثار من اسسها تساعد الى حد ما على معرفة تخطيطها ومساحاتها ومواد بناءها ، اما ما احتوت عليه من ريازة وتصاوير وافاريز مما يعبر عما وصل إليه الفن العمراني في عهد سامراء ، فقد ذهب به الاهمال وعوادي الزمن ، ولم يبق سوى بعض القطع والكتل مما يعثر عليه بين الاكام ، فتتخذ وسيلة للاستدلال والاستنتاج مما لا يمكن معه الوصول الى الحقيقة كاملة ، ويقول ياقوت الحموي ان مجموع ما انفقه على تلك القصور هو ( مائتا الف درهم واربعة وتسعون الف : ألف درهم , من تلك القصور
: قصر بلكوار
لقد شيد المتوكل على الله هذا القصر في اقصى الجنوب لمدينة سامراء في منطقة القادسية عملاً بخطته في توسيع عمران المدينة الى مختلف جهاتها ، وتقع اطلاله اليوم على مسافة ستة كيلو مترات من مدينة سامراء الحالية .
قصر الشاه والعروس ، قصر المختار والبديع ، قصر الصبيح والمليح ، قصر البرح ، قصر البهو ، قصر شيراز ، قصر الغريب ، قصر بستان الايتاخية ، قصر القلائد ، وقصر الوحيد والتل .
: تأسيس مدينة المتوكلية
كان افخم اعمال المتوكل على الله العمرانية تأسيسه مدينة جديدة سميت باسمه ، فقد بذل اول امره جهوداً كبيرة في توسيع مدينة سامراء وتحسينها وايصال الماء إليها ، وانفق على ذلك اموالاً طائلة ليجعل منها اجمل مدينة تليق بان تكون عاصمة الدولة العربية المترامية الاطراف ، ولكن سامراء مع ما اقامه فيها من منشآت عمرانية ومشاريع اروائية لم تشبع طموحه ، بل انها ضاقت باحلامه ورغباته ، فراح يفكر في إنشاء مدينة جديدة يشرف على تخطيطها وبناؤها فوق ما يطمح إليه من شوارع عريضة مستقيمة ، وقصور فخمة جليلة ، وحدائق غناء ومتنزهات جميلة ومبانواسعة ودواوين للدولة ، واستولت عليه رغبة ملحة في ان تنسب إليه المدينة ليخلد بها اسمه ، فامر محمد بن موسى المنجم ومن يحضر ببابه من المهندسين ان يختاروا موضعاً مناسباً لإنشاء مدينة خاصة به بالمواصفات التي يريدها ، فوقع اختيارهم على موضع يقع شمال مدينة سامراء بينها وبين تكريت على بعد عشرين كيلو متراً من سامراء الحالية(1) ، وقالوا له ان المعتصم قد رأى ان يبني هنا مدينة ويحفر نهراً كان في الدهر القديم(2) ، فلقى ذلك هوى في نفسه ويظهر انه فضل هذا الموضع لانه يمتد على ضفاف دجلة مثل مدينة سامراء وان فيه نهراً مندرساً يسد حاجة المدينة الجديدة ومنشأتها من المياه اذا ما اعيد حفره ، وقد ايد المهندسون صلاحية المنطقة للبناء ، وان من الممكن احياء النهر المذكور اذا ما

توفرت النفقات المناسبة واللازمة لذلك ، وكانوا قدروا النفقة على احيائه بالف الف وخمسمائة الف دينار(1) ومع جسامة المبلغ فقد رضي المتوكل على الله وطاب نفساً وامر بالمباشرة بجوه بنفس الوقت الذي بوشر فيه بتخطيط المدينة والبناء فيها ، وقد حدد البلاذري موضع المدينة بقوله ( ثم انه احدث مدينة سماها المتوكلية وعمرها واقام بها واقطع الناس فيها القطائع ، وجعلها فيما بين الكرخ والقاطول فدخلت الدور والقرية المعروفة بالماحوزة فيها ، وبنا بها مسجداً جامعاً)(2) .
كانت اعمال تأسيس المدينة وبنائها بدأت مع البدء بحفر النهر ، فكان لا بد من توفير المياه اللازمة لاعمال البناء ، ولذا امر المتوكل على الله بانشاء كهريز يستمد مياهه من نهر دجلة بالقرب من تكريت ويحملها الى موقع المدينة الجديدة على شاكلة قناة سامراء التي سبق وان انشئت لايصال المياه الى سامراء وكانت قناة جوفية ولا تزال شبكة للكهاريز التي كانت تتفرع من الكهريز مائلة يمكن مشاهدتها في عدة امكنة داخل اطلال مدينة المتوكلية(3) .
وقد عين المهندسون مواضع قصور الخلافة ، ودار الخلافة والدواوين الرسمية ، والمناطق السكنية وقطائع القواد والجند وضعوا التفصيلات اللازمة لعمرانها ، وجيء بالعمال والبنائين وقام العمل على قدم وساق لانجاز المدينة باقصر وقت ممكن ومدوا الشارع الاعظم من دار شناس التي بالكرخ ، وجعلوا عرضه في مدينة المتوكلية مائتي ذراع ، وقدروا ان يحفروا على جانبه جدولان يجري فيهما الماء من النهر الكبير الذي بوشر بحفره ، واقطع الخليفة ولاة عهوده الثلاثة وسائر اولاده وقواده وكتابه وجنده وسائر الناس كافة على يمين الشارع الاعظم وعن يساره ، وجعل الأسواق الكبيرة في موضع منعزل ، وكما جعل في كل مربعة وقطيعة سوقاً خاصاً بها(4) ، وقد بدأ العمل في بناء المدينة في سنة ( 245 هـ ) .
وتميز الشارع الاعظم بطوله واستقامته ، ولا سيما بعد ان امتد الى آخر مدينة المتوكلية وضوعف عرضه ، اذ بعد ان يترك سور شناس يتجه شمالاً مسافة كيلو مترين تقريباً ثم ينعطف نحو الغرب قليلاً فيسير باتجاه مستقيم بين نهر دجلة والقاطول الاعلى .
ويبلغ طوله في داخل مدينة المتوكلية حوالي اثنتي عشر كيلو متر ونصف الكيلو متر .
ويظهر ان تصميم مدينة المتوكلية وضع على اساس تقسيمها الى ثلاثة اقسام :
أولها : القسم الجنوبي منها ويعرف باسم دور عربايا أو الدور العرباني ،وقد خصص لسكنى الناس وبصورة عامة .
القسم الثاني هو القسم الوسطي من المدينة وقد خصص لقطائع القواد وأصحابهم فكان لكل قائد قصر خاص يطل على دجلة .
وقد شيد في شمالي هذا القسم جامع المدينة المعروف باسم جامع أبي دلف ومئذنته الملوية وينتهي القسم الوسطي من المدينة شمالي الجامع بقليل حيث يبدأ القسم الثالث منها ،وهو القسم الشمالي الذي خصص لدار الخلافة ودواوين الدولة وقصور المتوكل على الله ،ويفصله عن بقية أجزاء المدينة سور يمتد بين ضفة القاطول الأعلى ونهر دجلة وله ثلاثة أبواب عظام جليلة يدخل منها الفارس برمحه (1) بحيث كانت هذه المنطقة معزولة تماماً عن المدينة .وهذا القسم الخاص بدار الخلافة والدواوين كانت فيه مساحات واسعة نظمت فيها حدائق وبساتين يخترقها شارعان يؤديان إلى دار الخلافة ودواوين الدولة.(2)
وكان المتوكل على الله يتفقد بنفسه سير العمل في بناء مدينته ، وفي حفر النهر ،فمن رآه من العاملين قد جد في البناء أجازه وأعطاه ،فجد الناس ونشطوا في العمل ،ثم ارتفع البنيان في خلال مدة تزيد على السنة ، إذ بنيت القصور وشيدت الدور .وسمى المتوكل على الله المدينة الجديدة (المتوكلية) نسبة إليه وكان البناء قد اتصل إلى الدور ثم الكرخ وسامراء حتى أسفل المطيرة ،حيث شيد قصر المعز بن المتوكل على الله ولم يبق بين ذلك مكان لا عمارة فيه ،وكان مقدار ذلك سبعة فراسخ .(3)
وانتقل المتوكل على الله إلى قصور هذه المدينة في أول يوم من المحرم من سنة 247هـ.(4)
وأمر الخليفة بأن تنقل دواوين الدولة من سامراء إلى المتوكلية ،فنقل ديوان الخراج وديوان الضياع وديوان الزمام وديوان الجند والشاكرية وديوان الموالي والعلماء وديوان البريد وجميع الدواوين الأخرى وعندما انتقل المتوكل على الله إلى عاصمته الجديدة كان
الخلاف بينه وبين القواد الأتراك قد بلغ درجة خطيرة ، ومما زاد في خطورة هذا الخلاف ان ولي العهد النتصر انظم الى معارض ابيه ، وبلغ الخلاف بين الجانبين ان بات كل جانب منهما يتربص بالجانب الاخر ويعمل على التخلص منه ، وسرعان ما نجح الجانب التركي في تدبير مؤامرة اغتيل فيها الخليفة ، قد مضى على انتقاله الى المتوكلية سوى تسعة اشهر وثلاثة ايام ، اذ قتل ليلة الاربعاء لاربع خلون من شوال سنة 247 هـ (1) .
وتولى الخلافة محمد المنتصر ، فلم يلبث في المتوكلية سوى ايام قليلة ثن انتقل الى سامراء وامر الناس جميع الناس بالانتقال(2) .
تقع اطلال مدينة المتوكلية على ضفاف نهر دجلة على بعد 10 كم من الحدود الشمالية لمدينة سامراء . ولا تزال اثار السور العظيم الذي كان يحيط بدار الخلافة والدواوين وقصور الخليفة والذي يربو طوله على 4 كم ونصف الكيلو متر ماثلاً للعيان .
وتبلغ مساحة الأرض التي كانت تشغلها هذه المباني 540 دونماً(3) .
: جامع أبي دلف
يقع جامع ابي دلف في مدينة المتوكلية التي بناها المتوكل على الله في أواخر سنوات حكمه واتخذها عاصمة له شمالي مدينة سامراء . وتبعد اطلال الجامع وبقاياه عن مدينة سامراء الحالية بنحو 15 كم .
ان جامع ابي دلف من جملة منشآت المتوكل على الله في مدينة المتوكلية فقد ذكر البلاذري ان المتوكل على الله ( احدث مدينة سماها المتوكلية ، وبنى فيها مسجداً جامعاً )(4) .
وتعتبر بقايا جامع ابي دلف ابرز اطلال مدينة المتوكلية ، وهو يشبه في تخطيطه وشكله العام جامع الملوية الكبير الذي شيده المتوكل في سامراء في اوائل عهده بالخلافة شبهاً كبيراً كما ان فيه مئذنة تشبه ملوية جامع الملوية الكبير وقد بنيت على شاكلتها إلا انها اصغر منها حجماً .
اما نسبة الجامع الى ابي دلف فانها حديثة وذلك ان الناس اطلقوها عليه في القرون المتأخرة لما يتمتع به صاحب هذا الاسم من الشهرة ولعلمهم انه كان من القواد العرب القلائل في تلك الايام وقد عاش في سامراء ، فطاب لهم ان ينسبوه إليه ، فاطلقوا عليه اسم جامع ابي دلف (1) .
وابو دلف هو القاس بن عيسى بن ادريس بن معقل العجلي احد الامراء الشجعان ومن كبار رجال الدولة العربية وقوادها على عهد الرشيد وابناءه من بعده في بغداد وسامراء وقد سماه المتوكل على الله ( شقيق دولة بني العباس ) ، وقد اشتهر بالسخاء والكرم والوفاء كشهرته بالشجاعة والطعان
منقول من موقع
khayma.com

الجامع الكبير في سامراء

كان من خطة المعتصم بالله في بناء سامراء ان يبني مسجداً في كل منطقة سكنية ، فعندما اقطع كبير قواده اشناس واصحابه الموضع المعروف بالكرخ أمره ان يبني مع المساكن المساجد والاسواق ، كما انه انشأ مسجداً جامعاً على شارع الريحة ، وهو الشارع الاعظم ، واختط الأسواق حوله ، ولم يزل يجمع فيه الى ايام المتوكل على الله الذي تولى الخلافة سنة ( 233 هـ ) فضاق على الناس فهدمه وبنى مسجداً جامعاً واسعاً في طرف الحير ، ويقول اليعقوبي : ( وبنى المسجد الجامع في اول الحير في موضع واسع خارج المنازل لا يتصل به شيء من القطائع والاسواق ، واتقنه ووسعه واحكم بناءه وجعل فيه فوارة ماء لا ينقطع ماؤها، وجعل الطرق إليه من ثلاثة صفوف واسعة عظيمة
من الشارع الذي يأخذ من وادي ابراهيم بن رباح ، في كل صف حوانيت فيها اصنفا التجارات والصناعات والمبيعات ، وعرض كل صف مائه ذراع بالذراع السوداع ، لئلا يضيق عليه الدخول الى المسجد اذا حضر المسجد في الجمع في جيوشه وجموعه وبخيله ورجله(1) .
يعتبر المسجد الجامع الذي انشأه المتوكل على الله اروع المنشآت ذات الاثر في تلك الحقبة من حياة الدولة العربية ، وتشاهد ىثاره الى اليوم مع مئذنته الملوية شمالي غربي مدينة سامراء الحالية ، وتعتبر اضخم وابرز الاثار الباقية من مباني سامراء القديمة وهو يعد اكبر جامع في العالم الاسلامي ، وكان البدء ببنايته في سنة ( 234 هـ ) والانتهاء منه في سنة ( 237 هـ )(2) . ويذكر ياقوت الحموي ان مجموع ما انفق على بنائه بلغ خمسة عشر الف درهم(3) .
وجامع المتوكل على الله مستطيل الشكل تواجه اضلاعه الأربعة الجهات الاربع تقريباً ويبلغ طول ضلعه من الشمال الى الجنوب ( 248.70 متر ) من الخارج بدون الزيادة ومن الشرق الى الغرب ( 165.80 متر ) من الخارج ايضاً اما من الداخل فطوله ( 238.60 مترا ) وعرضه ( 155.60 متر ) ، ويتألف هذا الجامع من بيت للصلاة ومجنبتين ومؤخرة تحيط بصحن مستطيل وكان في الصحن نافورة ( حوض للماء ) ذات شكل دائري تتكون من قطعة واحدة من حجر الجرانيت .
يتكون بيت الصلاة في هذا الجامع من تسعة اساكيب وخمسة وعشرين بلاطة متساوية في سعتها عدا بلاطة المحراب فهي اوسعا من غيرها ويبلغ عرضها ( 4.20 مترا ) ويطل المصلى على الصحن بتسع عشرة بائكة ، اما عمق المصلى فيبلغ ( 62 م ) وتتألف كل من المجنبتين الشرقية والغربية من اربعة اروقة تشتمل كل منها على ( 23 ) بلاطة أي تطل كل منها على الصحن بثلاث وعشرين بائكة وتتكون مؤخرة الجامع من ثلاثة اساكيب بخمس وعشرين بلاطة وبوائكها بعدد بوائك وبلاطات المصلى والبلاطة الوسطى بعرض بلاطة المحراب ايضاً .
بناء جامع المتوكل على الله متين وضخم جداً خصوصاً جدرانه ومأذنته حيث قاومت
عوامل التخريب وظلت شاخصة رغم ما اصابها من بعض التلف ، شيد الجامع بطابوق وجص وفرشت ارضيته كلها بطابوق مربع صف بدقة واتقان وجدران الجامع ضخمة جداً متميزة بارتفاعها الذي يبلغ احد عشر متراً وسمكها الذي يبلغ ( 2.70 م ) بدون الابراج والجدران هذه مدعمة بابراج نصف اسطوانية تجلس على قواعد مستطيلة عدا ابراج الاركان فهي شبه مستديرة يبلغ قطرها ( 5 م ) ومجموع ابراج الجامع ( 44 ) برجاً ومثلها للجدار الغربي اما الشمالي فتدعمه ثمانية ابراج ومثلها الجنوبي ، ويمكن الدخول الى الجامع عن طريق ( 15 ) مدخلاً ثلاثة منها في الجدار الشمالي ، واثنان في جدار القبلة ، وخمسة في كل من الجدارين الشرقي والغربي وترفع عقود هذه المداخل ستة امتار على مستوى ارض الجامع وتتوجها نوافذ ذات عقود مدببة .
واروع ما في جدار القبلة صف من نوافذ صغيرة عددها أربع وعشرين ، وتنفتح كل واحدة منها على احدى بلاطات بيت الصلاة عدا بلاطة المحراب فهي بدون نافذة ، ومما لا ريب فيه ان وظيفه هذه النوافذ هي ادخال النور والهواء الى المصلى وجعلت على ارتفاع معين اقرب الى السقف من ارضية الجامع ، وهذه النوافذ مستطيلة الشكل من الخارج منحدرة الى الداخل وذات اقواس مفصصة ترتكز اطرافه على اعمدة آجرية شبه اسطوانية مندمجة اطرافها وهذه التشكيلة تزيد في جمال جدار القبلة الذي يتوسطه محراب ضخم ذو منية مجوفة مزدوجة العقود وتستند اطراف عقوده على أعمدة رخامية اسطوانية رشيقة ولم تقتصر تشكيلات الزينة والتحلية على جدار القبلة والمصلى حسب بل امتدت الى اجزاء أخرى من هذا الجامع الكبير فقد زينت هامات الجدران من الخارج بسلسلة من دوائر مقعرة داخل شكل رباعي وتظهر هذه المقعرات وكأنها اكاليل يحيط بالجامع وعددها ست بين كل برجين وقطرها متر واحد .
يتميز الجامع بمئذنتة الملوية وهي اقدم واهم مآذن العراق الاثرية القائمة ، ومأذنة جامع المتوكل فريدة بين مآذن العالم الاسلامي وتقع خارج الجامع بمسافة ( 27.20 م ) عن الجدار الشمالي للجامع وتقع على الخط المحوري لمحراب الجامع ، بدن المأذنة حلزوني يجلس على مصطبة مربعة الشكل ذات طبقتين طول السفلى منها ( 31.80 ) متراً والعليا ( 30.5 م ) وترتفع هذه المصطبة ( 4.20 م ) من مستوى وجه الأرض وتزينها حنايا ذات عقود مدببة عددها تسع في كل ضلع عدا الوجه الجنوبي فتشغله سبع فقط ، اذ تغطي جزء منه نهاية السلم المنحدر الذي يؤدي الى القاعدة ، وبدن المأذنة اسطواني الشكل يدور حوله سلم حلزوني ، ويدور باتجاه معاكس لاتجاه عقارب الساعة وتخترق في قسمها العلوي الاسطوانة الاخيرة في البدن وينتهي بقمة المأذنة التي بلغ قطرها ثلاثة امتار واروع ما في القسم العلوي من هذه المأذنة هو فص من المشاكي المحرابية ، وعددها ثمان ، تتوج البدن وترتكز عقودها على أعمدة آجرية شبه اسطوانية مندمجة .
ويبلغ ارتفاع هذه المأذنة نحو خمسين مترا عدا لقاعدة ، تظل الملوية فريدة في طرازها بين مآذن جوامع العالم الاثرية والحديثة ورغم محاولات عديدة في نسبة شكلها الى حضارات سابقة إلا ان تلك المحاولات لم تكن موفقة والحقيقة ان تصميمها ابتكار عربي صرف .
ويظم جامع المتوكل على الله عناصر معمارية أخرى جديدة منها الاقواس المفصصة والمقعرات والحنايا المحرابية التي ابدعها المعمار العربي المسلم وحقق فيها نجاحات مع استخداماتها
منقول من موقع
khayma.com

سامراء عاصمة الخلافة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه :الى يوم الدين وبعد

هناك قسم من تاريخ الدولة العربية في عهد العباسيين يؤلف وحدة تاريخية كاملة امتدت من سنة ( 221 هـ ) حتى سنة ( 279 هـ ) كانت فيه مدينة سامراء حاضرة الخلافة الاسلامية ، وهذه المدينة التي انشئت لتكون عاصمة الخلافة في ايام المعتصم بالله ثامن خلفاء بني العباس ، شاء لها القدر ان تكون عاصمة لإمبراطورية من اعظم الامبراطوريات التي ظهرت على مسرح التاريخ ، فقد امتدت الامبراطورية العربية من سواحل المحيط الاطلسي غرباً حتى تخوم الصين شرقاً ورغم اختلاف اجناس رعاياها واختلاف السنتهم ، وقيام بعض الامارات شبه المستقلة على اطرافها المتباعدة ، فقد كانت ولاياتها جميعها مرتبطة برباط الدين الاسلامي والحضارة العربية وتخضع كلها لخليفة سامراء .وكما يقول المستشرق الهولندي كرامرز ( انها كانت كتلة دينيه واحدة فضلاً عن وحدة سياسية متينة العرى متراصة البنيان ، جمعت بينها قوة السلاح ، وجعلت سكانها يقفون كأعظم قوة مركزية عرفها البشر).
ونستطيع ان نعتبر تاسيس مدينة سامراء اهم اعمال المعتصم بالله وابقاها اثراً. وتقوم هذه الاهمية على ما تطلبه تأسيسها من تصميم مسبق ، وجهد كبير متواصل ، ومال وفير ، وما لقيته العاصمة الجديدة من دور مهم في مسيرة الحضارة العربية خلال الشطر الاكبر من القرن الثالث .
وقد تيسر للمعتصم بالله ان ينهض بذلك العمل العظيم بما وهب من حب للعمران ، وتوفر له المال ، وقد اختار المكان المناسب للمدينة من حيث حسن الجو والمناخ ، وتوفر المياه وحصانة الموقع وخططها بما يسد احتياجات عسكره ومتطلبات الحياة المدنية ، ووزع الأعمال الانشائية المطلوبة لتأسيس المدينة على قواده وكبار رجاله بما كفل سرعة انجازها ، ولم يبخل ببذل بما احتاجته لذلك من الأموال ، فاستطاع ان يقيم مدينة واسعة كاملة للمرافق في خلال مدة وجيزة تعتبر قياسية ، اذا ابتدا بنائها في سنة ( 221 هـ ) وتم إنجازها في أواخر السنة التالية ، وما ان لبثت المدينة حتى قصدها احناف الناس واستوطنوها باعتباره حاضرة الخلافة ، ولم تمض مدة يسيرة على تأسيسها حتى غدت من امهات مدن الدنيا آنذاك ، وقد اقدم إليها الخليفة نفسه من كل بلد من يعمل عملاً من الأعمال أو يعالج مهنة من مهن الزرع والفرس ، وحمل من سائر البلدان من اهل كل مهنة وصناعة فانزلهم في المدينة واقطعهم فيها لبناء منازل لهم ، فاتسعت عمارة المدينة واتصلت بيوتها وقصورها واسواقها ، وانتقل إليها عدد كبير من وجوه الناس واهل النباهة من سائر المدن والبلدان والامصار لطيب جوها وحسن موقعها وعمارتها .
ومع أهمية سامراء عاصمة الدولة العربية في ازهى عصورها ودورها الكبير في بناء الحضارة العربية ، فانها لم تنل ما تستحقه من عناية المؤرخين واهتمامهم ، فقد اقام بها عدد من الخلفاء وكان لهم اثر مهم في تاريخها ، ووقعت في ايامها احداث جسام تركت آثارها المتميزة على مسيرة الدولة العربية ، وكان عهدها عهد القمم من اعلام الرجال ممن تفخر بهم في مختلف ميادين العلم والادب ، فقد عاصرها الامام احمد بن حنبل الشيباني ، وامام الحديث محمد بن اسماعيل البخاري ومسلم بن حجاج القشيري والمؤرخ الفقيه العالم محمد بن جرير الطبري وقد اقم بها وسكنها الامام المحدث الكبير ابن معين وتوفي ودفن فيها ، والمؤرخ البلداني احمد بن اسحاق اليعقوبي واما اللغة والنحو المبرد وثعلبة وعميد ادباء عصره الجاحظ ، ويوجد في كتب الرجال والطبقات كثير من الفقهاء والمحدثين والكبار قد سكنوا هذه المدينة الكبيرة ، وهناك رسالة ماجستير عنوانها ( العلماء المحدثين في سامراء ) ، وعلماء اخرون كثيرون .
كما تميز عهد سامراء بأحداث كثيرة منها ان الدولة العربية بلغت اوج قوتها حينما هدد المعتصم بالله في سنة ( 223 هـ ) مدينة القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية بعد ان اجتاح قواعد الروم وحصونهم وافتتح عمورية اهم مدنهم ، كما قضت الدولة العربية في هذا العهد على خطرين تعرضت لهما هما حركة بابك الخرمي وفتنة الزنج ، وهكذا اشغلت مدينة سامراء الزاهرة ما يزيد على نصف قرن كانت فيه حاضرة الخلافة الاسلامية وعاصمة الدولة العربية ، وهذه الدولة هي امتداد للدولة العربية والخلافة الاسلامية التي قامت في المدينة المنورة اثر هجرة الرسول الاعظم ( صلى الله عليه وسلم ) إليها وامتدت حتى منتصف القرن السابع الهجري .

منقول
من موقع
khayma.com

لماذا سميت مدينة سامراء سؤال وجواب

 سؤال
لماذا سميت مدينة سامراء

جواب

منقول
من موقع
khayma.com
اذا تصفحنا كتب البلدانيين العرب ، وامهات الكتب التي تعتبر مصادر التاريخ العربي نجد ان الاسم الغالب الذي يطلقونه على العاصمة الثانية للخلفاء العباسيين التي اسسها ثامنهم الخليفة المعتصم بالله بن هارون الرشيد ، هو ( سر من رأى ) كما ان بعضهم يطلق عليها اسم ( سامرا ) .
لكن الاسم الغالب على المدينة في مؤلفات القدامى من البلدانيين والمؤرخين هو سر من رأى ، ويرجع ان تغلب هذا الاسم يعود الى ان المعتصم بالله هو الذي سماها به(1) . ومن ثم اصبح الاسم الرسمي لها ، وقد سماها بعضهم سامرا على ان هناك أسماء أخرى اطلقت على المدينة في ثنايا كثير من كتب الأدب وبخاصة في الشعر ، وقد لخص ياقوت الحموي تلك الاسماء ، فقال : ( سامراء ) لفه في سر من رأى ، وفيها لغات سامراء ممدود ، وسامرا مقصور ، وسر من رأى ، وسراء مهموز الاهر ، وسر من راء مقصور الاخر(2) . واستشهد على ذلك بابيات من الشعر .

اما سبب تسميتها فيروي ياقوت اقوال في ذلك الأول انها كانت مدينة عتيقة تحمل إليها الاشارة التي كانت موظفة للفرس على الروم ، وقد استدل من على ذلك من اسم المدينة ، لان ( سا ) اسم الاشارة و (مرة ) اسم العدد ، والمعنى انه كان لقبض الجزية .
القول الثاني انها مدينة بناها سام بن بنوح ، أو انها بنيت له فنسبت إليه وقيل سام رآه(1)
وهناك من يرجح ان اسم موضع سامرا مشتق من اسم مستوطن قديم عرفه الاشوريون والبابليون باسم ( سومورم sumurim ) أو باسم ( سورمارتا ) وكان موضعاً مهما في العهد الذي سبق الفتح العربي(2) .
ويقول انستاس الكرملي ( اما اسم المدينة فليس من وضع المعتصم نفسه بل هو قديم في التاريخ فقد ذكره المؤرخ الروماني اميانوس مرسيلينوس الشهير الذي ولد سنة 320 م وتوفي سنة 390 بصورة ( سومرا - sumera ) ونوه به زوسميس المؤرخ اليوناني من أبناء المائة الخامسة للمسيح صاحب التاريخ الروماني بصورة ( سوما - souma )(3) .
وهناك رأي للدكتور مصطفى جواد قريب من هذا في تخريج اسم سامرا فيقول : ( سامرا اسم ارامي وهو في اصله مقصور كسائر الاسماء الآرامية بالعراق مثل : كربلا ، وعكبرا ، وحرورا ، وباعقوبا ) .
والذي يظهر من مختلف التوضيحات التي قدمت عن اصل تسمية موضع سامرا بهذا الاسم ان ذلك الاصل قديم يرجع الى أيام الآشوريين والبابليين ، ومن الطبيعي ان يتعرض اللفظ للتحوير والتعديل بمرور الزمن وفي مختلف اللغات ، حتى استقر عند بناء المدينة في عهد المعتصم بالله الى سر من رأى وسامرا .

منظمة اليونسكو تعتبر آثار سامراء من التراث العالمي

أضافت اليونسكو في شهر يونيو/حزيران 2007 أثار مدينة سامراء و التي تتضمن المئذنة الملوية و قصر المتوكل الذي يعود للحقبة العباسية إلى قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر
إقرأ المزيد من خلال هذا الرابط
منقول

Baghdad
عمر العراقي. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
free counters